شبكة قدس الإخبارية

خاص| محادثات جديدة في القاهرة.. حماس لن تستلم ورقة جديدة 

photo_2024-08-24_19-16-25

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: من المقرر أن يصل وفدٌ من حركة حماس إلى العاصمة المصرية، القاهرة، مساء اليوم، استجابة لدعوة الوسيطين "المصري والقطري" بهدف المشاركة في جلسة "استماع" إلى بعض القضايا التي ستطرح على وفد حماس والتي طرأ عليها تطورًا إيجابيًا، علمًا أن ذلك لا يشمل كلّ تفاصيل قضايا المفاوضات.

ويضم وفد حماس نيابة عن فصائل المقاومة، رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة، خليل الحيّة، والقائم بأعمال رئيس إقليم الضفة، زاهر جبّارين، وعضو القيادة السياسية للحركة، محمد نصر. 

ويقول القيادي في حركة حماس، عبد الحكيم حنيني خلال حديث مع "شبكة قدس" إن وفد الحركة توجّه بناءً على دعوة الوسطاء وقد أبلغوهم مسبقًا بشكل واضح أن "حماس ذاهبة للقاهرة ولن تقبل الدخول في مرحلة تفاوض جديدة تطرح من خلالها بنود جديدة غير التي طرحت في مقترح 2 يوليو الماضي والذي وافقت عليه الحركة، وطرحته الإدارة الأمريكية، وأن ما يمكن بحثه والتفاوض عليه هو آلية وشكل التنفيذ للمقترح، أما ما دون ذلك من الصعب أن تقبله الحركة". 

وكانت حماس قد أعلنت موافقتها في الثاني من الشهر الماضي على الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 31 مايو/أيار الماضي حول التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وكانت الخطّة مكوّنة من ثلاثة مراحل. 

ولم يطرح الوسطاء على حماس ورقة جديدة لمناقشتها في محادثات هذه الليلة بحسب حنيني الذي أشار إلى أن حماس رفضت سابقًا استقبال أي مقترح جديد يخالف مقترح 2 يوليو الماضي، وأن الدعوة من الوسطاء جاءت دون ذكر تفاصيل القضايا التي ستطرح، وذلك يعني أن حماس لم تطلع على شيء جديد فيما يخص محادثات التفاوض، أو ما إن كانت هناك ورقة جديدة ستطرح، لكن الموقف المعلن والذي يحمله الوفد هو رفض أي مقترح غير المتفق عليه سابقًا. 

وجرت محادثات تفاوضية في الخامس عشر من الشهر الجاري، بالعاصمة القطرية الدوحة، طرح خلالها مقترح أمريكي جديد لا ينص على وقف إطلاق النار، وانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة وتحديدًا محور نتساريم، والانسحاب من محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر، ويضع شروطًا على أعداد الأسرى المقرر الإفراج عنهم، وأماكن إبعادهم. ما يعني أن هذا العرض يلبّي بشكل واضح مطالب نتنياهو، وفق صيغ مختلفة، تمكنه من استئناف الحرب والعدوان. وذلك كلّه رفضته فصائل المقاومة في بيانات متتالية، وأعلنت حماس حينها عدم المشاركة في المحادثات التي طرحت بها هذه البنود. 

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد تحدثت صباح اليوم أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تنازل عن إقامة نقاط تفتيش على طول محور نتساريم، وأنهم على استعداد للانسحاب من 5 نقاط أمنية من بين 8 على طول محور فيلادلفيا، وأنه في حال موافقة حماس على مقترح فيلادلفيا فإنه لن ينسف الصفقة بسبب محور نتساريم. لكن القيادي في حماس ردّ قائلًأ: "كل هذا الكلام غير مقبول، وأبلغنا به الوسطاء، وموقفنا فقط فيما طرح في 2 يوليو الماضي، ولكن لا نريد استباق الأحداث، قبل أن نسمع ما عند الوسطاء". 

وأضاف: "أبلغنا الوسطاء أن الجميع وافق على مقترح 2 يوليو، وإن كان نتنياهو يرفض المقترح، فاذهبوا واضغطوا عليه، ونحن ذاهبون للقاهرة استجابة للدعوة، وليس استكمالًا للمفاوضات التي لم نشارك فيها بالدوحة". 

وخلال جولات التفاوض الماضية منذ مطلع العام الجاري، والتي دارت في الدوحة والقاهرة، وباريس، وروما، كان الوسطاء يبحثون مع الوفد الإسرائيلي تفاصيل الصفقة، ثم تعرض على حماس، وبدورها تقدم ملاحظاتها، وتدور الحلقة التفاوضية في هذا الفلك، لكن حماس اليوم لا تحمل ملاحظات على أي مقترح، وترفع مطلبها بتنفيذ ما اتفق عليه الجميع بمقترح 2 يوليو، وفق حنيني.

بدوره، يقول أمين سرّ العلاقات العربية في حركة الجهاد الإسلامي، رسمي أبو عيسى، خلال حديث مع "شبكة قدس" إنه حتى اللحظة لم يصل شيء عن تغيّرات جذرية في القضايا المطروحة بمحادثات التفاوض، نظرًا لعدم استجابة الولايات المتحدة الأمريكية لمطالب وقف الحرب، وطرحهم مؤخرًا الانسحاب الإسرائيلي الجزئي من محور فيلادلفيا وليس الانسحاب الكامل، وهذا ما ترفضه المقاومة، ويزعج المصريين، بالإضافة إلى طرحهم الانسحاب من رفح مقابل وجود مراقبين دوليين.  

وأشار أبو عيسى إلى أن حماس ذاهبة للقاهرة لتعبر عن موقف الفصائل الفلسطينية بأنها حريصة على حقن دماء الشعب الفلسطيني في غزة، وحتى لا تبدوا وكأنها ترفض ما يطرح عليها، لكن ذلك لا يعني التنازل عن شروط المقاومة المعروفة، وما جاء في مقترح 2 يوليو الماضي، المعروف بمقترح بايدن. 

وعن الاستراتيجية التفاوضية للمقاومة خلال المرحلة المقبلة، أوضح أبو عيسى أنها قائمة على فكرة أن نتنياهو لا يريد صفقة، وأن مطلب المقاومة هو المقترح الذي وافقت عليه حماس في الثاني من الشهر الماضي. وأضاف "إذا لم يحدث ذلك، فلماذا نذهب لمفاوضات حول ورقة جديدة، سوى أن يكون من أجل شراء الوقت وتبريد جبهات الإسناد وإفراغ ردّها المرتقب من محتواه، وجرّ المقاومة لحوارات تستمر أسابيع بلا نتيجة، وبالتالي تحقيق رغبة نتنياهو". 

ويرى أبو عيسى أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ما زال يسعى لإفشال المفاوضات، ولكن الوسطاء دورهم أن يستمروا في جهود الوساطة. مضيفًا: "لا يريد الوسطاء القول إن المفاوضات فشلت لأن دورهم أن يستمروا في الجهود، ولكن الحقيقة أن نتنياهو أفشل المفاوضات منذ محادثات الدوحة". 

ولا يوجد ما يدعو للتفاؤل في سياق تقدم المفاوضات إذ أن ما يجري يعدّ تطبيقًا للسياسة الأمريكية المعروفة بـ "سياسة الإسفنجة" والتي تستغلها أمريكا عبر إشاعة أخبار تفاؤلية حول الصفقة، من أجل امتصاص الغضب المتأجج في المنطقة، وتخفيف حدّة التحركات الإقليمية، وتبريد وتأجيل الرد المرتقب من إيران وقوى المحور ردًا على الاغتيالات التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، والقائد في حزب الله فؤاد شكر، وذلك كلّه من شأنه أن يهيء الظروف للاحتلال بأن يكون مستعدًا لأي تصعيد مرتقب، وإعطائه المزيد من الوقت لارتكاب الجرائم في غزّة، كما يقول الباحث في القضايا الاستراتيجية والسياسية، هاني الدالي خلال حديث مع قدس. 

وتتبع أمريكا سياسة أخرى عنوانها "السقوف المتدرجة" والتي يوضح الدالي أنها تتم عبر طرح مبادرات تستنزف الوقت في البحث، وبعد الموافقة عليها فلسطينيًا، يتم طرح مبادرة جديدة، وإشاعات الأخبار الإيجابية حولها؛ وذلك بهدف تجريد المقاومة من أورق القوة، وإطالة أمد العدوان، وأن الأخبار الأمريكية التي تشاع اليوم عن تقدم في المفاوضات، ما هو إلا مماطلة لأن إرسال المقدرات العسكرية الأمريكية للمنطقة ينفي صحّة الادعاءات الكاذبة، وفق تعبيره. 

وأضاف الدالي أن محادثات القاهرة لن تحمل جديدًا، وأن المنطقة باتت أمام ثلاث سيناريوهات في الأفق القريب، وهي: "الذهاب نحو الاتفاق على صفقة تنهي الحرب وهو خيار مستبعد، أو نشوب حرب منضبطة إقليميًا، أو اندلاع حرب شاملة خلال الأشهر القادمة، وهو الأرجح وفق السيناريوهات المطروحة على الأرض" مشيرًا إلى أن المقاومة في غزة تجاوزت مرحلة الانكسار وقادرة على الصمود وصولًا لهذه المرحلة، في الوقت الذي يجب فيه على ساحات الضفة الغربية والداخل المحتل تصعيد الاشتباك تزامنًا مع ضرورة توسيع دائرة الإسناد من قوى المحور، باعتبار أن ذلك كله هو الطريق الأقرب لإنهاء الحرب، وليس ما يشاع عبر أخبار تفاؤلية عن المفاوضات.